17 يونيو 2009
المصريين مرو من هنا..عن الخيبة نتحدث
لكني شاهدت بعد ذلك تسجيل لأهداف مباراة مصر و البرازيل .. و سمعت المعلق يقول تلك الكلمة..المصريون..مرو من هنا..و الله أنها أبكتني أو كادت..لوهلة تملكني احساس افتقدته كثيرا..الشقيقة الكبرى مصر..مصر بلد الأبطال..مصر دولة قوية..مصر تستطيع الإنتصار(مش مهم إن الموضوع هايف و كورة و هبل..أهو أي حاجة ننتصر فيها ) ملايين العرب و المسلمين يشجعون و يدعون لمصر بالنصر و الفوز..ياه..اتوحدنا أخيرا..بنحب بعض أخيرا..
زاد من مشاعري إنتصار مصر الرائع على إيطاليا بطل العالم..بصراحة لم أصدق و أنا أسمع النتيجة..لأني أيضا لم أشاهد المباراة (خوفا على نفسي من ضغط دم مرتفع يقضي علي) يااااااااااااااااااااااااه..أخيرا سأرفع رأسي عاليا..أخيرا سأفتخر بأي حاجة..يااااااااااه دانا دماغي و رقبتي وجعوني من كتر ما وطيتهم من خجلي و كسوفي من بلدي و من أهل بلدي..أخيرا يا مصر..ماهو أول الغيث قطرة..و ما بين طرفة عين و انتباهتها يغير الله من حال إلى حال..
و هكذا و من شدة فرحي و حسن ظني قررت أن أتابع مباراة مصر و أمريكا..ليس فقط لأستمتع بفوز مصر..بل لأستمتع بهزيمة أمريكا و بهدلتها..شعرت أننا قد نرد لها جزء من الآلام التي سببتها لنا..نهزمها في أي حاجة..تخيلت منظر اللعيبة الأمريكان بينما لاعبي المنتخب يمسحون بهم نجيلة الملعب رايح جاي.. و تخيلت الشبكة التي ستحتاج للتغيير بين الشوطين من كتر الأهداف التي اخترقتها..
لكن لاعبي المنتخب لم يشاءو لي أن أستمر في أحلامي كثيرا..فكانت صفعات أهداف أمريكا في شبكتنا تذكرني باخوتنا و أشقاءنا في العراق الحبيب المحتل الذين تمت تعريتهم و تعذيبهم و انتهاكهم في أبو غريب..كانت صفعات مسح نجيلة الملعب بلاعبينا تذكرني بسحل اخوتنا في فلسطين و تجويعهم و قتلهم قتلا بطيئا..
كانت الصفعة الأمريكية تقول لي..فوأ و اصحى..إنت طلعت و لا نزلت هنفضل محتلينك..على الأرض هازمينك..و في الكورة هازمينك..و ف بيتك هازمينك..
أشكر لاعبي منتخبنا الذين ردوني مرة أخرى للإهتمام بالقضايا الهامة..و ترك سفاسف الأمور مثل الكورة..و ياريت يوفرو فلوسنا و يعملو بيها شقق لاخواتنا اللي مش لاقيين جواز..و مصانع لاخواتنا اللي مش لاقيين شغل..و مدارس لاولادنا اللي مش لاقيين تعليم.. و مستشفيات لأهالينا اللي البلهارسيا و الكبدي الوبائي و السرطانات أكلت جتتهم..
حسبي الله و نعم الوكيل
10 يونيو 2009
جحر الضب .. و تحرير المرأة
"الرجل الحامل" يضع طفله الثاني في الولايات المتحدة
6 يونيو 2009
الرخيصة..و النخاسين الجدد
عطر مثير يسبقها بعدة أمتار يهفهف و يجعل جميع من في الطريق ينظرون من أي اتجاه أتت تلك الروائح الجميلة المثيرة ..
كعب عالي يدق الأرض للدلالة على أنوثة طاغية ..حركات مدروسة تجعل كل ما سبق من تضاريس تهتز و يهتز معها قلوب و عقول و عضلات و أعضاء الشباب في الطريق ؟
ما سبق قد يكون مجتمعا أو منفردا..و قد يكون خليط ..قد تكون الفتاة محجبة أو غير محجبة..
ما سبق ليس وصفا لفتاة تعمل بالدعارة ..رغم أنه يبدو كذلك..لكنه وصف لملابس و حركات بعض فتيات الشارع المصري من كافة أطيافه بدءا من الطبقة العليا بفئتيها المحدثة و القديمة و انتهاءا بالطبقات الدنيا من الشعب..
و الغريب في الموضوع أنها و المدافعين عن حريتها في التشبه بالعاهرات يتشنجن كثيرا لو فقد أحد الشباب (المشاهدين لها على تلك الحال) القدرة على التحكم في عضلات يده و امتدت إليها بـ(قفشة) فوق أو (قرصة) تحت أو بإصبع من هنا أو هناك ..و أتعجب..إذن ما المقصود من فاترينة عرض البضاعة الجنسية تلك ؟
أهي مجرد الرغبة في الإحساس أنك مثيرة ؟ ما دام ذلك هو المطلوب و قد أثرت ذلك الشاب فلماذا البكاء على الأخلاق و الشهامة المفتقدة والصراخ عن الحياء المخدوش(ده طلع عندها حياء و بيتخدش كمان) مادام هذا هو غرضك من العرض ؟
أهي الرغبة في الإحساس أنك جميلة أو مرغوبة ؟
أهي الرغبة في البحث عن ذلك الـ(قرني) الذي يرغب في التباهي بك أمام أصدقائه :
(شوفتو مراتي حلوة ازاي – يا بختك يا ولا..دي البت خطيبتك دي عليها أوبشن..فحت)
تتعجب أيضا من ذوي القرون والدها و أخوها و ابن عمها و ابن خالتها كيف تركوها تخرج هكذا ؟ و هل يعلمون ما الذي يمكن أن يحدث بالخارج؟
أتعجب من الليبراليين الذين لا يرون تحرير المرأة إلا من ملابسها و أخلاقها و حياؤها و إسلامها .. و لا يرون تحريرها من الجهل و التخلف و الإستغلال الجنسي على أيدي النخاسين الجدد.
في القديم .. كانت الأمة التي تباع و تشترى , تقف عارية في السوق حتى يستطيع المشتري رؤيتها (على عينك يا تاجر) و يتفحصها و يتمحصها قبل الشراء خوفا من أن تظهر عيوب بالسلعة المبيعة ..
اليوم .. تقف الفتاة العصرية التي ترغب في الزواج شبه عارية لكي يستطيع العريس (أبو قرون ) من أن يشاهد و يدقق و يفحص و يتمحص و يتأكد من جودتها الجسدية بغض النظر عن الأخلاق أو التربية أو الثقافة أو الدين أو الحسب و النسب.
و تقف أخرى أيضا شبه عارية لكي تقنع المدير أنها كفء جدا..كفء خالص للعمل بالوظيفة المطلوب لها فتاة جميلة مثقفة متفتحة ( الأزرار و السست ) تجد في العمل و تقبل السهر (ما هو لازم نسهر علشان نشتغل)
عندما أشاهد تلك الفتيات تقفز على الفور صورة نمطية للعاهرة التي تبيع شرفها مقابل المال..أو مقابل وعد بالزواج أو مقابل وظيفة..أو مقابل أي شئ مادي رخيص مقارنة بقيم كقيم الشرف و الحياء و الأخلاق.
كلامي ليس المقصود منه فقط الفتيات غير المحجبات..بل كل فتاة تخات عن حياءها و شرفها و أخلاقها حتى لو كانت ترتدي إسدال أو خمار أو نقاب .. فالعبرة ليست فقط بما نرتدي ,بل كما قال الله عز و جل..
(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ)
ملحوظة:أضحكني كثيرا كلام إحدى المدونات (المعروفة بعدائها الشديد لكل ما هو إسلامي) عن موضوع اغتصاب المرأة ذات ال95 عاما.. حيث ترى سيادتها أن ذلك بسبب الشيوخ الذين اختزلو المرأة في جسد (SEXY). ما أضحكني هو أنني متأكد أن الكثير من الشيوخ لا يعرفون أصلا معنى الكلمة..كما أن الشيوخ عندما يتكلمون عن جسد المرأة يأمرون بما أمر الله به و هو غض البصر..لكن العيب ليس في الشيوخ و المتدينين..العيب في النخاسين الجدد.
ملحوظة أخرى: حتى لا أجلد يوم القيامة بجريمة قذف المحصنات و حتى لا أقع في خطأ التعميم فليس كل متبرجة أو محجبة مقصودة ..لكن فقط تلك التي قصدها الرسول صلى الله عليه و سلم حين قال ما معناه ( المرأة إذا استعطرت و مرت بالقوم ليجدوا ريحها فهي كذا و كذا يعني زانية)
30 مايو 2009
هل المصريين أغبياء ؟
يشتهر الشعب المصري بين شعوب المنطقة(بل و العالم) بأنه شعب فهلوي يجيد التعايش مع الكثير من الظروف الصعبة, و ربما كان هذا سبب من أسباب بقاءه حتى اليوم لكني أعتقد أن هذا السبب نفسه هو العلة و الداء الكامن في نفوس أبناء الشعب المصري إلا من رحم الله, و قليل ما هم
كلنا(أو لنقل أغلبنا) جرب التعامل مع الميكانيكي الفهلوي الذي ما إن تلتفت عنه حتى يغير لك شئ في سيارتك لم تكن تحتاج لتغييره أصلا بحجة أن (الكارتيرة بتنقط كهربا) و يقسم لك بأغلظ الأيمان أنه لم يغشك بل و ربما أرسلك بنفسك لشراء قطعة الغيار الجديدة التي سيركبها بيديه الكريمتين حتى يتجنب شبهة أكل الحرام
معظمنا جرب الجزار ذو الأوزان المنقوصة(متهيألي معظمنا هنا مناسبة أكتر لأن أغلبنا لا يشتري لحمة من الأصل) يديلك كيلو بدهنه و شغته و عضمه , و من ثم يقوم بتشفية و تنضيف الكيلو أمامك ليصبح وزن قطعة اللحم أو الكيلو الذي طلبته فقط 800-850 جرام أما ال150 جرام المتبقية فهي عليك و له.. طبعا لن أظهر نقصي و قلة إحتشامي و دونية أصلي بالنظر أو الإنتظار ل150 جم لحمة..رغم أنه سيستفيد منها و انه حرمني من باقي حقي..إيه رأيكم في الفهلوة و الشطارة ؟
ما سبق من تجارب عايشناها من الممكن أن نطلق عليه غش تجاري أو سرقة في الميزان أو استغلال..الى آخر تلك المسميات التي تصف جشع التجار و قلة أخلاقهم
لكن الجديد في مصر ذات السبعة آلاف سنة من الحضارة (في النصب و الفهلوة) هو فهلوة اليومين دول
الفلاح المصري الطيب أصبح رأسمالي جشع,ينتظر من الأرض الغلبانة( التي انعدم عنها التغذية و التجديد بفعل الطمي المتدفق من النيل العظيم) أن تنتج له عنبا بحجم البرتقال.. و مشمشا بحجم البطيخ.. و بطيخ عملااااااق بحجم....مش عارف بحجم إيه لكن سنستعير تسمية تجار سوق العبور و نسميه بطيخ مفتخر..
طبعا لن تستطيع أرضه العدمانة تغذية المحصول ..يلجأ الفلاح الطيب إلى المخصبات الزراعية.. و سواء بجهل أو بعلم.. و سواء بحسن نية أو سوءها فهو يضع كمية من المخصبات تكفي لتدمير كبد و كلاوي الشعب المصري بأكمله لكي تكبر زرعته و يزيد وزنها فتباع بسعر أحسن ..
انتهينا ؟ للأسف لا..فقد انتهى العهد السعيد للمخصبات و دخلنا العهد التعيس للهرمونات .. و الهرمونات أعزائي هي مركبات كيميائية خلقها الله في أجسامنا لتساعد في العمليات الحيوية للجسم.. و توجد بنسب معقولة.. و زيادتها أو نقصها عن النسب التي حددها الله في الجسم تعتبر حالات مرضية..
يستخدم الفلاح المصري الشاطر الفهلوي تلك الهرمونات النباتية (phytohormones ) لتحفيز النباتات على النمو السريع بحيث يمكن أن تنضج ثمار الطماطم في ليلة واحدة.. و تكبر ثمار الفلفل من حجم صغير جدا إلى حجم عملاق في ساعات معدودة (أو مع دودة ممكن برضه)
هذا النمو السرطاني لا يؤثر في النبات فقط بل في كل من يتناول هذا النبات من إنسان أو حيوان..و أعتقد أن تفسير إنتشار حالات سرطان الأطفال ليس عسيرا في ظل مثل هذه الظروف ..
-و تتعب نفسك ليه يا عم.. ما تاكل لحمة و خلاص؟(ده باعتبار توفر اللحوم و رخص أسعارها)
نيجي للحوم..الباشوات مربي الحيوانات يقومون بإطعام الأبقار و الجاموس علفا مكون من مواد نباتية مخلوطة بمكونات حيوانية لزوم البروتين و على رأي الممثلة في مسرحية المتزوجون : (علشان تسمن ..و تتخن.. و تربرب..و تبقلظ..) هذه المكونات لا تخلو(حسب كلام البعض ممن يعمل بتلك الصناعة) من دم و بقايا سمك و حيوانات ميتة و حاجات تانية يتم طحنها و فرمها جميعا لتكون علف البفرة الذكية ليك و ليها و كمان ليا..
الفراخ..حبوب منع الحمل تجعلها تكبر بشدة و تزداد حجما و وزنا.. و أعتقد أن مضارها معروفه و مشاهدة للجميع(ولاد و بنات)
و أخيرا زست..أقصد السمك..كنت أظنه الطعام الوحيد الذي نجا من المذبحة ,فهو الميتة الحلال و اللحم الطري..و علمت فيما بعد أنه يتم استيلاده (أو استبياضه "مش عارف تصريفها صح و لا لا") في مزارع سمكية.. و نظرا لأاني مجبر لا بطل فكنت باكله و كلي أمل أن المياه المستخدمة تكون مياة يعنيييييي... مش وحشة قوي..
لكن للأسف طلع نقبي على شونة (يعني طلع الحيطة اللي بخرم فيها مش حيطة بنك لا دي بتفتح على شونة غلال) فالمياه المستخدمة في المزارع السمكية هي مياه صرف بني ادميني.. و لم يكتفي السادة أصحاب المزارع بهذا بل استخدمو هرمونات جديدة تجعل الاسماك كلها ذكور (حيث أنها الأكبر حجما و الأسرع نموا) و للأسف أيضا هذه الهرمونات مسرطنة..
نرجع للفاكهة و الزراعة..تجد التاجر او الفلاح يستخدم مبيدات (قد تكون محرمة دوليا) لرش الذباب و الآفات التي تصيب محصوله.. و ليذهب المستهلك و أولاده للجحيم..المهم إني أبيع و أكسب..
قس على ذلك كل شئ من أول الموظف المرتشي إلى الوزير الخاين إلى العقل المدبر و الرأس المخطط الذي بحكمته يختاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااال علينا و الذي هو بالفعل مرآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآة حضارتنا
مصر الحضارة و العراقة و الشطارة
كله بيشتغل بالفهلوة
ما سبق كان استعراض سريع لبعض المصايب التي نشاهدها في بلادنا..و ليس الغرض من ذلك الندب و الشجب بل هناك سؤال يؤرقني و واجع مصاريني كل ما أفكر فيه.. يا ترى البني آدم اللي بيحط السموم دي في الأكل مش واخد باله إنه هو كمان ممكن يتسمم؟
مش واخد باله إنه لو كان منتج لحوم و هيمتنع عنها ,غيره منتج خضار هيسممه بخضاره؟
ليه مش واخدين بالنا إننا بندمر نفسنا بنفسنا و بنمارس نوع من الإنتحار الجماعي ؟
أليس هذا هو الغياء بعينه ؟أن تظن نفسك أذكى من في الأرض و تدمر نفسك و من حولك بذكاءك الخارق المدمر ؟
هوا مين قال إننا شعب ذكي..أنا أعتقد أن الشعب المصري من أغبى شعوب الأرض !!
هل ده فعلا إنتحار جماعي بسبب إكتئاب و يأس و إحباط إستقر في العقل الجمعي للشعب المصري من عدم تغير الأحوال ؟
أذكر أنني كنت أركب الأتوبيس الخاص بالشركة و كان السائق ينوي القيام بمخالفة ما.. فنبهته و أكدت عليه ألا يخالف و أنه من المخالف للشرع قبل القانون أن تخالف طريقة السير المتبعة لما في ذلك من تعريض النفس و الغير للخطر..كان رده انه ربما يكون حرام ..بس هوا مش حرام الطرق الوحشة دي؟ دي العربية هتتفشفش ؟
قلتله لو معترض على الطريق يبقى تطالب بحقك في طريق كويس..إنزل اتخانق مع العسكري او الظابط او حتى وزير الداخلية و وزير النقل و طالبهم بحقك.. لكن ما تخالفش و تعرض نفسك و غيرك للموت .و طبعا عارفين النتيجة ..
من فترة أصيب السخان العزيز بعطل.. و كانت هذه هي المرة الثانية خلال شهور قليلة من شراؤه التي يتعطل فيها.. و للأسف كان ظابط نفسه على موعد الخروج من الضمان,إتصلت بالشركة المصنعة و حضروا بالفعل و بعد فك و تركيب سهل و بسيط و حتة(هُفة كده) من الفني عاد السخان يعمل..و أخبرني أن العيب في الثرموستات و ينبغي أن يغير..جادلت معه أن هذه هي المرة الثانية التي يتعطل فيها و كان ينبغي أن يتم تغييره في وقت الضمان....و كلام كتييييير..المهم وسط الكلام بقوله مانا مش عاوز كل شهرين تلاتة الاقي السخان يبوظ.. فالأخ المصري المؤمن قالي إيه؟
قالي هوا حد ضامن عمره يا أستاذ ؟
كانت هذه الكلمة بمثابة القشة التي قصمت ظهري..صرخت فيه..يعني الإيمان و التقوى ظهرو و بانو دلوقتي؟ ما ظهروش ليه و انتا بتصنع سخان رديئ؟
ما ظهروش ليه و انت بتبيعه و هوا ردئ بدون ما تبين عيبه؟
ما ظهروش ليه و انت بتصلحه المرة الأولى وكان المفروض تغيرلي الجزء المعيب ؟
ليه يا مصري كده ؟
ليه نقتل بعض بإيدينا؟
ليه تسرقني و اسرقك؟
ليه تمرضني و امرضك ؟
ليه مانطالبش بحقنا بدل ما ناخده سرقة من بعض ؟
13 مايو 2009
أخطاء شائعة في التفكير
1. إصدار أحكام مبكرة على أشخاص أو أفكار (الانطباعة الأولى تدوم). وتأثر تقييم الشخص أو الفكرة بهذه الانطباعة الأولى إلى حد كبير
2. فهم فكرة أو شخص في ظل خلفية معرفية مسبقة عن هذه الفكرة أو الشخص. كأن يُقال على شخص أنه منعدم الأخلاق فيبدأ الذهن تفسير كل كلامه على أنه يقصد من ورائه كلاماً آخر. مع أن هذا ليس بلازم إذا كان وصف هذا الشخص صحيحاً فما بالنا بكونه غير صحيح
مثال للعبارة: "اللون الأحمر طعمه مر" لا يصح بحال أن نحكم على مثل هذه العبارات بالصدق والكذب وذلك لعدم صلاحيتها منطقياً لأن الطعم ليس من صفات اللون
مثال للسؤال: هل الخمسة كيلوجرامات أكبر من الأربعة أمتار؟ هذا السؤال لا يصح الإجابة عليه لا بنعم أو بلا لأن السؤال يسأل عن مقارنة الكم بينما الكيف مختلف
بالطبع أنا أعطيت هنا أمثلة ساذجة يسهل اكتشاف خطئها المنطقي ولكن يوجد كثير من كلام الناس وخصوصاً الفلاسفة خال من المعنى أصلاً ويختلط على الناس أنه له معنى ويشغلون أدمغتهم دهوراً في إجابة أسئلة خاوية من المعنى
· مثال: كل من بالغرفة أذكياء.. إذن.. كل من ليس بالغرفة أغبياء .وهذا ليس بلازم منطقياً والصحيح.. كل من ليس بالغرفة ليس بالضروري ذكي
· مثال آخر: عدم اتفاق كل أعضاء الاجتماع على رأي واحد فيه خير (لأنه فيه تنوع في الأفكار).. إذن.. اتفاق كل أعضاء الاجتماع على رأي واحد فيه شر... وهذا ليس بلازم منطقياً والصحيح أنه قد يكون الخير في الحالتين
مثال: ليس كل العجائز تفكيرهم غير سليم.. إذن كل العجائز تفكيرهم سليم.. والصحيح: بعض العجائز تفكيرهم سليم
مثال: كل ما أقوله كذب .. إذن العبارة السابقة كاذبة.. إذن كل ما أقوله صدق.. إذن العبارة الأولى صادقة.. إذن العبارة ليس لها معنى لأنه وصفت بالصدق والكذب معأ
وهذا ليس بصحيح.. فعبارة: كل ما أقوله كذب.. قد تعني ببساطة أن: بعض ما أقوله كذب.. ومن هذا البعض هو عبارة: كل ما أقوله كذب نفسها .
23 أبريل 2009
لخنيعة ينوف ذو شناتر
- ملحوظة : أي تشابه في الأحداث مع أحداث حالية مش ذنبي و أعتذر مقدما لكل اللخنيعات.
فوثب عليهم رجل من ( حمـيـــــر )لم يكن من بيوت المملكة يقال له لخنيعة ينوف ذو شناتر فقتل خيارهم وعبث ببيوت أهل المملكة منهم , وكان لخنيعة امرئ فاسقا يعمل عمل قوم لوط ، فكان يرسل إلى الغلام من أبناء الملوك فيقع عليه في مشربة له قد صنعها لذلك لئلا يملك بعد ذلك ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه ومن حضر من جنده قد أخذ مسواكا ، فجعله في فيه أي ليعلمهم أنه قد فرغ منه حتى بعث إلى زرعة ذي نواس بن تبان أسعد أخي حسان وكان صبيا صغيرا حين قتل حسان ثم شب غلاما جميلا وسيما ، ذا هيئة وعقل فلما أتاه رسوله عرف ما يريد منه فأخذ سكينا جديدا لطيفا ، فخبأه بين قدمه ونعله ثم أتاه فلما خلا معه وثب إليه فواثبه ذو نواس ، فوجأه حتى قتله وكان ملك لخنيعة سبعا وعشرين سنة .
هذا النص التاريخي على ما قد يبدو من بساطته لكنه نص شديد العمق يعبر عن تاريخ و حاضر و مستقبل البشرية في ظل حكم الطغاة من أمثال لخنيعة .
و الآن إلى التحليل:
صفات الطاغية الفاسد الفاشل "رجل من حمير لم يكن من بيوت المملكة " و التنكير هنا مقصود لدلالة أن هذا الطاغية لم يكن ذو ذكر (بكسر الذال) بل هو إنسان نكرة غير مشهور بأي من المواصفات التي تؤهله للحكم كزيادة من عقل أو حكمة أو قوة .. اللهم إلا أن يكون( صباب القهوة) او مرمطون القصر , و هو حتى ليس من العائلة الحاكمة..و بما أننا وصلنا لذكر العائلة الحاكمة فيجب أن نذكر صفات تلك العائلة في أي مجموعة بشرية ناجحة :
1-هذه العائلة هي خير عائلات المجموعة البشرية من ناحية الأخلاق و الشرف و النسب.. فلم يحدث أن اختارت مجموعة بشرية إنسانا مقطوع النسب (إبن حرام أو لقيط) ليصبح ملكا عليهم و لم يحدث إختيار إنسان عديم الأخلاق أو غير شريف(حرامي-نصاب-كذاب-زاني..الخ).. بل في الغالب (حتى نتجنب التعميم) يقع الإختيار على تلك العائلة ذات الأصول المعروفة نسبا و بالتالي معروفة الصفات و الأخلاق .
2-هذه العائلة تأتي إما باختيار المجموعة البشرية و بالتالي هي عائلة محبوبة أو بالغلبة و القوة و بالتالي هي عائلة مهابة الجانب (و رغم ذلك كان أيضا يختار الشخص الأقوى و الأحكم و الأفضل أخلاقا من المجموعة القوية المتغلبة)
3-أهم ما يميز تلك العائلة أنها تعمل لصالح المجموعة البشرية ككل ,تحكم بينها بالعدل,تنظم المعاملات,تنصر الضعفاء و تأخذ الحق لهم ,تحمي القبيلة أو المجموعة من الأعداء الخارجيين "و في العصر الحديث الداخليين" بل إنها في بداية تكون المملكة ترى نفسها جزءا ينتمي إلى المجموعة البشرية و لا يزيد عنهم في شيء (يتغير هذا الوضع في النهاية مع بداية الأفول او لنقل يبدأ الأفول مع تغير الوضع عندما يظن الملك أو الحاكم أنه نصف إله أو إله كامل و أنه مميز عن البشر).
4-هذه العائلة تتوارث الحكم لأن أبناءها يرثون أسباب الحكم..فتجد فيهم النجابة و الذكاء و القدرة على إدارة المجموعة سواءا كان ذلك بالوراثة أو بالتربية في القصر الحاكم أو بزيادة عدد العصبة التي تؤيده و تعضده و تمنعه و تحميه و تحفظ له تلك الهيبة و القوة إن كانت تلك أسباب الحكم.
هذا اللخنيعة لم تتوافر فيه أي من تلك الصفات..فلا هو معروف النسب و لا هو مميز بحكمة أو قوة أو أخلاق و لا له عشيرة تحميه و تمنعه إلاالصيع و اللقطاء و التافهين و الطفيليين الذين يستخدمهم ليحمي ملكه و يستخدمونه ليبنوا لأنفسهم ثروات و مناصب ليسوا أهلا لها بل كانو محرومين منها في الظروف الطبيعية .. و لا هو يعمل لصالح القبيلة أو المجموعة .و لكي يستمر في الحكم و هو الذي لا تتوافر فيه صفات القائد لا بد له من استخدام طرق أخرى ليظل في الحكم.. "فقتل خيارهم وعبث ببيوت أهل المملكة منهم "..نعم ..أسلوب قديم قدم التاريخ.. إقصاء و تلويث المنافسين حتى لا يظل منافس للقائد الصفر..
كان لخنيعة امرئ فاسقا يعمل عمل قوم لوط ، فكان يرسل إلى الغلام من أبناء الملوك فيقع عليه في مشربة له قد صنعها لذلك لئلا يملك بعد .
نعم. إذا ظهرت مخايل النجابة و القيادة و الذكاء في أي طفل من أبناء القبيلة -الدولة-المجموعة البشرية..يقوم هذا اللخنيعة بقتله معنويا باغتيال رجولته المبكرة بأن يفعل به فعل قوم لوط ثم يشهد الحراس على ذلك لكي تكون سبة و معيرة له فلا يملك بعد ذلك (ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه ومن حضر من جنده قد أخذ مسواكا ، فجعله في فيه أي ليعلمهم أنه قد فرغ منه ) و هل تملك(كسرة و شدة على اللام) الناس عليهاملكا شاذا يفعل به ؟
استمر هذا الوضع سبعا و عشرين سنة..و كأن مملكة حمير قد عقمت أن تنجب رجلا
سبعة و عشرين سنة و" حمير"ترزح تحت وطأة حكم لخنيعة "الشاذ" الفاسد و لم تنفعل أو تفعل شئ خوفا من أن يكون مصيرها ان تصبح (حاتم رشيد)
سبعة و عشرين سنة و لخنيعة يغتال رجولة أي رجل في حمير يمكن أن ينافسه أو يكون زعيما مكانه .
و لا أدري السبب الذي لم يجعل الفكرة التي أتت لذو نواس تخطر على بال أي من الرجال الذين اغتالهم لخنيعة معنويا ..هل هي الرغبة في البقاء على قيد الحياة مع احتمال الذل و العار ؟أم أنهم كانو ((على نياتهم)) مش واخدين بالهم أن لخنيعة ما هو إلا لخنيعة ؟ أم هو الإنتخاب الطبيعي.. يعني أن أيا من هؤلاء ليس أهلا لأن يحكم بدليل أنه لم يستطع التصرف في مثل هذا الموقف ؟
المهم أن ذو نواس (فهم الفولة) و عرف كيف يتعامل معها..خبأ سكينا حديدا(حادا بغض النظر عن معدنه) لطيفا في مكان لن يفكر فيه الحراس الذين (بالتأكيد) فتشوه ذاتيا ..خبأه بين النعل و القدم..و عندما دخل إلى لخنيعة فاجأه بما لم يكن في حسبانه..أن لخنيعة أتى إلى حتفه بظلفه.. و جنت على نفسها براقش..طيخ طاخ .. و خلص عليه.
ما لم أذكره في النص هو ماذا حدث لذو نواس بعد ذلك ؟
سأترك لكم هذا الجزء لتقرؤه بأنفسكم..