17 يونيو 2009

المصريين مرو من هنا..عن الخيبة نتحدث

لم أشاهد مباراة مصر و البرازيل حيث أنني أكره تلك اللعبة بسبب انشغالنا الشديد بها عن كل ما هو مهم في الحياة كالصناعة و الزراعة و العمل أو حتى الإهتمام ببلادنا و شئونها.. (و لا أنسى أنه في اليوم الذي كسبنا فيه كأس أفريقيا 2006 كان 1300 مصري من إخوتنا يصارعون الغرق و البرد و الأمواج بينما نحن نهلل و نطبل على خيبتنا التقيلة),, و لغيظي (و ليس حقدي) من أشخاص عديمي الكفاءة في شئ إلا الجري وراء كرة من الجلد أو البلاستيك ثم يلتهمون بكل سهولة و بساطة ما يقتطع من مرتبي كضرائب و خلافه مع كل هدف و لا أملك إلا التنطيط بكل هبل و عبط و عته سعيدا بنهبي و سرقتي..

لكني شاهدت بعد ذلك تسجيل لأهداف مباراة مصر و البرازيل .. و سمعت المعلق يقول تلك الكلمة..المصريون..مرو من هنا..و الله أنها أبكتني أو كادت..لوهلة تملكني احساس افتقدته كثيرا..الشقيقة الكبرى مصر..مصر بلد الأبطال..مصر دولة قوية..مصر تستطيع الإنتصار(مش مهم إن الموضوع هايف و كورة و هبل..أهو أي حاجة ننتصر فيها ) ملايين العرب و المسلمين يشجعون و يدعون لمصر بالنصر و الفوز..ياه..اتوحدنا أخيرا..بنحب بعض أخيرا..
زاد من مشاعري إنتصار مصر الرائع على إيطاليا بطل العالم..بصراحة لم أصدق و أنا أسمع النتيجة..لأني أيضا لم أشاهد المباراة (خوفا على نفسي من ضغط دم مرتفع يقضي علي) يااااااااااااااااااااااااه..أخيرا سأرفع رأسي عاليا..أخيرا سأفتخر بأي حاجة..يااااااااااه دانا دماغي و رقبتي وجعوني من كتر ما وطيتهم من خجلي و كسوفي من بلدي و من أهل بلدي..أخيرا يا مصر..ماهو أول الغيث قطرة..و ما بين طرفة عين و انتباهتها يغير الله من حال إلى حال..

و هكذا و من شدة فرحي و حسن ظني قررت أن أتابع مباراة مصر و أمريكا..ليس فقط لأستمتع بفوز مصر..بل لأستمتع بهزيمة أمريكا و بهدلتها..شعرت أننا قد نرد لها جزء من الآلام التي سببتها لنا..نهزمها في أي حاجة..تخيلت منظر اللعيبة الأمريكان بينما لاعبي المنتخب يمسحون بهم نجيلة الملعب رايح جاي.. و تخيلت الشبكة التي ستحتاج للتغيير بين الشوطين من كتر الأهداف التي اخترقتها..

لكن لاعبي المنتخب لم يشاءو لي أن أستمر في أحلامي كثيرا..فكانت صفعات أهداف أمريكا في شبكتنا تذكرني باخوتنا و أشقاءنا في العراق الحبيب المحتل الذين تمت تعريتهم و تعذيبهم و انتهاكهم في أبو غريب..كانت صفعات مسح نجيلة الملعب بلاعبينا تذكرني بسحل اخوتنا في فلسطين و تجويعهم و قتلهم قتلا بطيئا..

كانت الصفعة الأمريكية تقول لي..فوأ و اصحى..إنت طلعت و لا نزلت هنفضل محتلينك..على الأرض هازمينك..و في الكورة هازمينك..و ف بيتك هازمينك..

أشكر لاعبي منتخبنا الذين ردوني مرة أخرى للإهتمام بالقضايا الهامة..و ترك سفاسف الأمور مثل الكورة..و ياريت يوفرو فلوسنا و يعملو بيها شقق لاخواتنا اللي مش لاقيين جواز..و مصانع لاخواتنا اللي مش لاقيين شغل..و مدارس لاولادنا اللي مش لاقيين تعليم.. و مستشفيات لأهالينا اللي البلهارسيا و الكبدي الوبائي و السرطانات أكلت جتتهم..
حسبي الله و نعم الوكيل

هناك تعليقان (2):

عماد يقول...

أنا جتلك عشان فض الإشتباك و عدم وجود
hard feelings
إنت شتمتنى فأنا رديت
انا بشر و مش ملاك و مش فى كل مرة بقدر مردش و أسامح و ممكن أعصابى تفلت منى لما حد لا أعرفه و لا يعرفنى و يجي يشتمنى و دا إللى حصل
و شكرا

أحمد عاطف يقول...

طائر ياريتك ما اتفرجت

انا عرفت احنا اتغلبنا ليه

انا شوفت ماتش البرازيل واتغلبنا فقلت مش هاشوف ماتش ايطاليا ولما غلبنا قولت مش هاشوف ماتش امريكا يمكن انا اللي نحس

طلع مش انا لوحدي انا وانت سوا

ثق ان النتيجة ليست بطبيعية مش نظرية مؤامرة بس انا حاسس اننا سبهلله ممكن نفرط في اي حاجه عشان خاطر حاجه اقل

يعني ممكن يضحوا بفرحة 80 مليون عشان ناس قالوا لهم كده

ما علينا متتفرجش على ماتشات تاني يا طائر واعمل زيي خلينا نغلب

تحياتي يا حر